تلخيص دراسة بعنوان: التدخل المبكر وأثره على الأطفال ذوي التوحد

 التدخل المبكر وأثره على الأطفال ذوي التوحد

- مقدمة:

يشير مصطلح التدخل المبكر إلى الإجراءات التي تهدف إلى معالجة مشاكل الأطفال المختلفة ويتمثل الغرض منه في مساعدة طفل ذوي الاحتياجات الخاصة على النمو إلى أقصى درجة ممكنة. والتدخل المبكر يعني التدخل العاجل قبل ظهور الصعوبات، فهو نظام خدمات تربوي وعلاجي ووقائي يقدم للأطفال منذ الأسابيع الأولى من ولادتهم. وأصبح تشخيص التوحد مبكرًا لأنه يحدد التطور لاحقًا. وتعد أعمال لوفاس (1987) Lovaas" و"ستراين وآخرون. (1988) Strain et collaborateurs " هي الأولى حول التدخل المبكر فقد وضع الفريقين برامج تعتمد على المقاربة السلوكية، فكانت النتائج مذهلة،  فعندما تلقى الأطفال تدخلًا مكثفًا قبل سن الخامسة ، انضم حوالي نصف هؤلاء الأطفال انضموا فيما بعد إلى النظام 11 الدراسي العادي ( ٤٧% بالنسبه الي "لوفاس" ، و ٥٢% بالنسبة إلى ستراين وآخرون) وأظهرت هذه الدراسات تأثير هام على النمو، مع الزيادة في نسبة الذكاء وتحسن اللغة وتثبيت سلوك اجتماعي مكيف ونقص في حدة السلوك التوحدي عند الأطفال الذين استفادوا من التدخل المبكر، فإن فوائد التدخل المبكر حقيقية، ومن المهم التركيز على العوامل التي تحدد التطور الإيجابي للطفل.

- التشخيص المبكر للتوحد:

حاول الباحثين تحديد أنماط التطور والنمو لدى الرضيع ذو التوحد قبل التشخيص عن طريق طلب الوالدين استرجاع معلومات الطفل الأولية لطفولته وإذا كان يختلف عمن هم في عمره من الأسوياء وقد ساعدت هذه الدراسات في تطوير وسائل لتشخيص التوحد قبل بلوغ الطفل السنة الثانية لتقديم التدخل المبكر. وبناء على ذلك، فإن أفضل علامة دالة على التوحد خلال السنة الأولى اكتمال وجود مجموعة مكونة من ثلاث سلوكيات لدى الرضيع، بها ترتفع احتمالية إصابته بالتوحد إلى 91%.

بعض العلامات والأعراض التي تشير أن الطفل مصاب بالتوحد:

  • تجاهل الأصوات المألوفة منها أيضًا، والاستجابة إلى أصوات أخرى.

  • لا يستجيب عند المناداة باسمه.

  • لا يرفع ذراعيه حتى يحمله أحد والديه.

  • يغيب عنده الاهتمام المشترك مع الاخرين.

  • لديه صعوبة في الاستجابة لمشاعر الآخرين وفهم انفعالاتهم.

  • لا يملك التواصل البصري.

  • تأخر أو فقدان التطور اللغوي.

  • استجابة حسية غير طبيعية.

  • عدم القدرة على التقليد.

  • اللعب بطريقة مختلفة وخالية من الخيال.

  • القيام بحركات متكررة كالرفرفة.

  • الغضب عند تغير النظام اليومي، والاتصاف بالمزاج المتطرف.

ظهور هذه العلامات يدل على الإصابة باضطراب التوحد، ومن المهم التشخيص المبكر للطفل؛ لاستجابته بشكل أفضل للعلاج المبكر. (شلبي، 2022)

- دور التدخل المبكر للتوحد:

يسهم في تأهيل الشخص المصاب بالتوحد، فقد أثبتت الدراسات أن تحسن الحالة يكون أفضل بكثير إذا خضع لبرنامج تعليمي منظم ومكثف عند سن ۳:۲ سنوات، حيث يتيح فرصة أكبر لتطور نمو المخ واكتساب الخبرات والتفاعل مع المحيط، مما ينمي القدرة المعرفية والاجتماعية. إن التدخل المبكر يزيد من فرصة تعليم الأطفال وتطويرهم، ويحسن من تفاعل الأسرة من الموقف بشكل عام، كما يكشف عن القدرات الإبداعية لدى الأطفال الموهوبين والمبدعين.

- أهمية التدخل المبكر للتوحد:

إن معدل نمو المخ لاسيما في الأشهر الثلاثة الأولى، يكون سريعًا حيث ينمو الدماغ إلى نصف حجم المخ عند مرحلة ٦ أشهر، فالبدء في سن مبكر يتيح فرصة أفضل لمنع الآثار السلبية على قدرات الطفل في المجالات المختلفة ويقي من تطور مشكلاته فهو مفيد للأهل والطفل فيدربهم على التعايش مع الآخر، كما يمنع التأخر اللغوي لتطوير القدرات العاطفية والاجتماعية لديه. (كامل، ٢٠٠٥)

ويجب أن يتم التدخل في مرحلة مبكرة وذلك لعده أسباب:

- يساعد في الاقتراب من الوضع الطبيعي لأقرانهم. (نادية ابراهيم أبو السعود، ۲۰۰۲)

- يقلل الصعوبات السلوكية الأولية، والحركات التكرارية والسلوك الإستحواذي. (تريفون واتكن 1998 ,Trevarthen &Aitaken)

- عندما قارن لوفاس بين مجموعتين من الأطفال ذوي التوحد، مجموعه تم تشخيصها قبل سن الخامسة والأخرى بعدها مع تلقي علاج مكثف كانت النتائج أفضل بكثير من المجموعة الأخرى التي تلقت العلاج بعد خمس سنوات. (بلانكس وكولنجز وستامر, 2005 Palinkas,Collings,Stahmer)

الاعتبارات الهامة في التدخل المبكر لعلاج وتعليم الأطفال ذوي التوحد:

١- ضرورة رسم صورة مستقبلية واقعية لاضطراب طيف التوحد والتطور الحاصل لهم.

2- إنشاء مراكز متخصصة لتشخيص وعلاج وتعليم هؤلاء الأطفال.

3- التركيز على الدراسات في التدخل المباشر المبكر للتشخيص والوقاية بدلًا من التركيز على الدراسات النظرية فقط.

4- عمل دورات تدريبية عن اضطراب طيف التوحد للأطباء والمعلمين والأخصائيين والوالدين للكشف المبكر عن اضطراب التوحد.

٥- أن يؤدي التدخل إلى التغلب على المشكلة والتقليل من آثارها لتحقيق التوافق.

٦ - ضرورة دمج هؤلاء الأطفال مع أقرانهم مع تقديم برامج علاجية وتربوية يشارك فيها المعلمين والوالدين لخلق بيئة صالحة لنموهم.

- أهداف التدخل المبكر للتوحد:

تشير إيمان الكاشف (۲۰۰٤) إلى عمل خدمات التدخل المبكر في اتجاهين:

الاتجاه الأول: وهو الأسرة، وتقديم الخدمات لمساعدتها في تقبل الطفل وإعاقته.

الاتجاه الثاني: وهو الطفل، لاستثمار أقصى قدر من قدراته، وضمان نموه في جميع مظاهر النمو. 

ويعد الهدف الرئيسي للتدخل المبكر هو أن يتلقى الاطفال الذين يعانون من اضطراب في نموهم أو في خطر الإصابة تدخلًا متكاملًا من المظاهر البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية انطلاقًا من الوقاية والرعاية الاجتماعية، بحيث تزداد قدرتهم على التطور والاندماج في الوسط.

وتتمثل أهداف التدخل المبكر للتوحد في:

- تحسين النمو وتمكين الاندماج الاجتماعي في المستقبل.

- إظهار أهمية الأسرة في تخطيط وتنفيذ برامج التدخل.

- مساعدة الأسر في تقبل أطفالها، وتقليل المعاناة المعنوية والمادية لديها.

- مساعدة الأسر في اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتنشئة أطفالها.

- زيادة وعي المجتمع بالوقاية من الإعاقة والحد من آثارها.

يهدف إلى إجراء معالجة فورية وقائية، لتنمية قدرات الطفل في عدة مجالات، حركية، اجتماعية لغوية. (كامل، ٢٠٠٥)

وتشير أيضًا إيمان الكاشف (٢٠٠٤، ٢٠٠٦) إلى أن التدخل المبكر يهدف إلى تقديم عدة خدمات:

- إجراء مسح طبي شامل للطفل بعد ميلاده مباشرة.

- تقدم اختبارات المسح هذه قبل سن ثلاثة شهور للذين لم يجتازوها.

- المتابعة الطبية للأطفال الذين لديهم مؤشرات بخطر الإعاقة لمنع حدوثها.

- تنظيم خدمات التدخل المبكر لاكتساب القدرة الاتصالية، والبناء النفسي السليم للطفل وتلبية احتياجات الأسرة. 

- رعاية الاسرة باعتباره كأساس للتدخل المبكر القائم على علاج الطفل وتعديل سلوكه. (عسلية، 2006)

- خاتمة:

إن التدخل المبكر يزيد من فرصة تعليم الأطفال وتطويرهم، ويحسن من تفاعل الأسرة من الموقف بشكل عام، كما يكشف عن القدرات الإبداعية لدى الأطفال الموهوبين والمبدعين.


- المراجع:

- شلبي، هاجر أسامة. (2022). أثر التدخل المبكر على أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة. 6(20).

- عسلية، كوثر حسين. (2006). التوحد. دار صفاء للنشر والتوزيع.

- كاشف، ايمان فؤاد. (2004). فعالية التدخل المبكر في تنمية بعض مظاهر نمو طفل مرحلة ماقبل المدرسة المعاق سمعيا. المؤتمر الثاني عشر" التعليم للجميع" التربية وافاق جديدة في تعليم الفئات المهمشة في الوطن العربي من 29-28، كلية التربية، جامعة حلوان.

- كامل، محمد علي. (2005). الاوتيزم (التوحد) الإعاقة الغامضة بين الفهم والعلاج. مركز الإسكندرية للكتاب.

-Trevarthen, C., & Aitken, K. (1998). Child with autisum, diagnosis and intervention to meet their needs. London and Bristol:Pennsylvania, Jessica Kingsley publishers.



تعليقات