تلخيص دراسة بعنوان: التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
يُعد التفاعل الاجتماعي أساسًا لتكوين علاقات اجتماعية طويلة الأمد، وهو الوسيلة التي يكتسب من خلالها الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد أنماط السلوك الاجتماعي المرغوب فيها، مما يسهم في بناء شخصيتهم. يتكوّن مفهوم الشخصية لدى الطفل من خلال التفاعل الاجتماعي مع الأقران، المعلمين، والبيئة المحيطة.
لكن الأطفال ذوي التوحد يواجهون قصورًا واضحًا في هذا النوع من التفاعل، مما يجعلهم غير قادرين على التواصل الفعّال مع الآخرين. ولهذا السبب أُجريت العديد من الدراسات مثل دراسات محمد جبر (2012)، وعبير علي وسربناس وهدان (2015)، وDolah وآخرون (2016)، بهدف تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لديهم.
يتميّز الطفل ذو التوحد بعدم ارتباط تفاعله بالقلق الاجتماعي، ويُفضل التفاعل الافتراضي، حيث يُمكنه التركيز على النصوص وتجنّب الأحكام الاجتماعية، مما يمنحه شعورًا بالتحكم والثقة بالنفس. وقد أظهرت التكنولوجيا، لا سيما الفيديوهات، فعالية كبيرة في تعديل سلوكهم الاجتماعي خلال فترات تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر (Graham, 2012).
مظاهر التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي التوحد:
ضعف التواصل البصري: حيث يتجنّب الأطفال ذوو التوحد النظر المباشر للآخرين، مما يعيق فهم مشاعرهم ونواياهم.
صعوبة فهم مشاعر الآخرين: يعاني الطفل ذو التوحد من صعوبة في تفسير الإيماءات ونبرات الصوت، مما يؤدي إلى عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين، وصعوبة التعبير عن مشاعره بشكل مناسب.
عدم القدرة على تكوين صداقات: نتيجة لانسحابهم الاجتماعي، وعدم إدراكهم للمثيرات والعادات الاجتماعية السائدة.
مشكلات في اللعب: يعاني الطفل من ضعف في اللعب الرمزي والتخيلي، ويستخدم الألعاب بطريقة غير معتادة أو محدودة
طرق تنمية التفاعل الاجتماعي:
وفقًا لـ Pelphrey وPerlman (2008)، هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في تنمية التفاعل الاجتماعي، وهي:
فهم أهداف ومقاصد الآخرين: الإدراك الاجتماعي يبدأ في سن مبكرة ويشكّل أساسًا لتفاعل الطفل مع محيطه.
إدراك نظرة العين: حيث يمثل الاتصال البصري ومتابعة نظرة العين مدخلاً أساسيًا لفهم التفاعل الاجتماعي.
إدراك الانفعالات: الطفل يستخدم تعبيرات الوجه والانفعالات لفهم الآخرين والتفاعل معهم، حتى منذ الولادة.
وقد أثبتت دراسة عمرو إبراهيم وأحمد غريب (2020) أن البرامج الترويحية المقترحة، بمشاركة الأسرة، لها أثر كبير على تحسين التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد متوسط الشدة.
كما أظهرت دراسة بنان وإبراهيم الزريقات (2019) أن الأداء الاجتماعي والمعرفي للأطفال المصابين بالتوحد يحتاج إلى تدخلات علاجية منظمة بغض النظر عن الفئة العمرية.
يُعد التفاعل الاجتماعي من أبرز التحديات التي تواجه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، إلا أن هناك برامج واستراتيجيات فعالة يمكن أن تسهم في تحسين قدراتهم الاجتماعية والمعرفية، خصوصًا عند إشراك الأسرة والتكنولوجيا في العملية العلاجية والتعليمية.
المراجع
عمرو محمد إبراهيم، وأحمد محمد غريب (٢٠٢٠). فعالية برنامج ترويجي لتنمية التفاعل الاجتماعي لدى أطفال طيف التوحد . مجلة أسيوط لعلوم وفنون التربية الرياضية، عدد خاص ، ٩٦-١١٤.
Pelphrey K & Perlman, S (2008). Charting brain mechanisms for the development of social cognition. Cambridge, England, University Press.
تعليقات
إرسال تعليق