تلخيص دراسة بعنوان: التماسك المركزي ومهامه وعلاقته باضطراب التوحد
التماسك المركزي ومهامه وعلاقته باضطراب التوحد
التماسك المركزي:
يُعرّف التماسك المركزي بأنه الميل الطبيعي لدى الإنسان لمعالجة المعلومات بشكل شامل وليس جزئي.
هذه القدرة تعني معالجة السياق والنظرة الكلية للمعلومات.
يظهر في حياتنا اليومية من خلال فهم السياقات، تصنيف المعلومات، وإدراك بنية المشهد العام.
مثال: عندما نفهم رسالة أو جملة، نُعطي الأولوية للمعنى وليس فقط الشكل أو الكلمات المنفصلة.
1. مهام التماسك المركزي
قام الباحثون بدراسة ضعف التماسك المركزي لدى أطفال اضطراب التوحد، واقترحوا مهامًا تجريبية لقياسه، ومنها:
أ. مهام الإدراك البصري (Visual Tasks)
تشمل مهام تتعلق بتمييز الشكل من الأرضية، تصميم الأشكال، البحث البصري، وتجميع الأجزاء.
الهدف: قياس قدرة الطفل على التركيز على التفاصيل الجزئية.
ب- المحور الثاني: مهام لفظية\ سمعية (Verbal\ Auditory Tasks)
تشير إلى قدرة الطفل على إنشاء روابط بينية وربط أجزاء صغيرة من المعلومات لتكوين معنى. تتطلب هذه المهام ترتيب العناصر اللغوية بشكل مناسب، ما يتطلب التماسك المركزي. الأطفال ذوو اضطراب التوحد يظهرون ضعفًا في هذه المهارات، باستثناء ترديد الكلمات والجمل باستخدام إشارات خارجية. وتشمل المهام:
إكمال الجمل
الاستدلالات الجزئية
التذكر الخارجي
تذكر الفقرات
ج- المحور الثالث: مهام التواصل غير اللفظي (Nonverbal Tasks)
تشير إلى قدرة الطفل على التعرف على الوجوه الكاملة أو أجزاء منها، وتشمل:
معالجة الوجه
التعرف على تعبيرات الوجه
التعرف على الوجوه المألوفة
د- مهام التماسك المركزي لدى ذوي اضطراب التوحد
تشير الدراسات إلى أن الأطفال ذوي التوحد يُظهرون ضعفًا في التماسك المركزي، ويتميزون بخصائص إدراكية ومعرفية فريدة.
لديهم تفوق في المهارات الإدراكية المستقلة مثل تجميع الأشكال.
ضعف في المهارات التي تتطلب معالجة كلية للمعلومات.
يظهر لديهم ضعف في مهام التماسك المركزي اللغوية وغير اللغوية.
مهام مثل إكمال الجمل والاستدلالات تعتمد على التكامل لا التحليل الجزئي.
2. نتائج الدراسات السابقة
أ. Burnette et al. (2005): أظهرت أن الأطفال ذوي التوحد يميلون إلى المعالجة الجزئية أكثر من الكلية، خاصة في المهام البصرية الكتابية.
ب. Pereira (2010): أوضح أن الاطفال ذوي التوحد يواجهون صعوبات في إدراك الوجه ككل، ويركزون فقط على الأجزاء.
ج. Buyun & James (2014): أكدوا على وجود قصور في معالجة الوجه، إذ يركز الأطفال على أجزاء الوجه بدلًا من البنية الكلية.
د. Griffin, Bauer & Scherf (2021): أشاروا إلى أن ضعف معالجة هوية الوجه قد يكون سمة أساسية في اضطراب التوحد.
هـ. Powell (2012): استخدمت مهامًا متنوعة (مثل تكملة الشكل والترتيب التسلسلي) لقياس التماسك المركزي، وأظهرت وجود ضعف لدى الأطفال ذوي التوحد مقارنة بالعاديين.
و. Filipppello, Marino & Oliva (2013): وجدوا فروقًا كبيرة بين الأطفال ذوي التوحد وغيرهم في الأداء على المهام الإدراكية والانتباه المشترك.
3. الاستنتاجات العامة
الأطفال ذوي التوحد لديهم قدرات مرتفعة في بعض المهام البصرية الجزئية.
لكنهم يُظهرون قصورًا في المهام التي تتطلب معالجة كلية مثل: إدراك الوجه، المشاعر، ومهام اللغة.
هذا يشير إلى ضعف التماسك المركزي لديهم، ما يؤثر على الأداء اللغوي والاجتماعي والمعرفي.
المرجع:
عبد العزيز، سارة يوسف. (2024). مهام التماسك المركزي وعلاقتها بالإدراك الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد. مجلة التربية الخاصة، المجلد 13، العدد 49
تعليقات
إرسال تعليق