تلخيص دراسة بعنوان: البرنامج الإثرائي وأثره في دعم التعلم والنمو المعرفي للأطفال
البرنامج الإثرائي وأثره في دعم التعلم والنمو المعرفي للأطفال
مفهوم البرنامج الإثرائي
البرامج الإثرائية تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال الإدراكية من خلال أنشطة منظمة ومحفزة.
يعرفها محمد العقيل وآخرون (2019) بأنها تتوافق مع المناهج الدراسية ولكنها تركز على تعظيم قدرات الطفل، مما يجعل العملية التعليمية أكثر حيوية وجاذبية.
أما اللقائي والجمل (1999) فقد عرفا الإثراء بأنه تنشيط المعارف والمهارات باستخدام وسائل وأساليب مختلفة تركز على الإبداع والتفوق.
أهداف البرامج الإثرائية
تسعى هذه البرامج إلى:
الموازنة بين الموارد الإدراكية والمثيرات.
توفير بيئة محفزة للتعلم النشط.
كما أشارت الحريري (2012، ص 24) إلى أن هذه البرامج تتطور باستمرار نتيجة للحاجة الملحة لتنمية قدرات الأطفال بأقصى إمكانياتهم.
الدمج الحسي كوسيلة للتنمية المعرفية
يعتبر الدمج الحسي أحد الأدوات الأساسية المستخدمة في البرامج الإثرائية، حيث يساعد في تنظيم المعلومات الحسية والتفاعل معها بشكل تكيفي.
وفقًا لـ Baranek (2018، ص 406) فإن الهدف من الدمج الحسي هو تعزيز تنظيم الجهاز العصبي لتوليد استجابات فعالة تجاه المؤثرات البيئية، مما ينعكس إيجابًا على التعلم والسلوك.
البرنامج الإثرائي داخل البيئة الصفية
يشمل البرنامج الإثرائي خبرات تعليمية وأنشطة إضافية تسهم في توسيع المهارات والخبرات المقدمة للأطفال داخل الفصل الدراسي، مما يخلق بيئة تعليمية غنية بالأنشطة المحفزة البعيدة عن الحفظ والتلقين، بل تركز على التفاعل النشط والممتع داخل الصف، (المرشدي وعبد الرحمن، 202).
الحساسية اللمسية
تشير الدراسات إلى أن بعض الأفراد المصابين بالتوحد يُظهرون فرطاً في الاستجابة لمحفزات لمسية محددة، مثل الاهتزاز أو الحرارة، بينما لا يتأثرون باللمس الخفيف (Cascio et al., 2008).
وفي دراسة لـ Güçlü et al., 2007، وُجد أن عتبة الإدراك الحسي لم تختلف عن الأطفال العاديين، لكن النتائج أظهرت ارتباطًا بين الحساسية اللمسية والسلوك الاجتماعي العاطفي، رغم أن هذه العلاقة كانت ضعيفة بسبب صغر حجم العينة.
المعالجة البصرية الحسية
يُظهر الأفراد المصابون بـ ASD سلوكًا بصريًا غير نمطي مثل تجنب الأضواء الساطعة أو البحث المتكرر عن المحفزات البصرية.
الدراسات تشير إلى:
تحسن في إدراك التفاصيل البسيطة.
ضعف في أداء المهام البصرية المعقدة (Bertone et al., 2005).
صعوبة في تمييز الحواف والتباينات (Sanchez et al., 2008; Marin et al., 2010; Jemel et al., 2010).
التكامل متعدد الحواس
أظهرت الدراسات أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من:
ضعف في دمج المعلومات من القنوات الحسية المختلفة (بصرية، سمعية، لمسية).
صعوبة في تفسير المدخلات المتزامنة.
صعوبة في معالجة الأوهام الحسية مثل "وهم الصوت والوميض" (Jemel et al., 2010).
ضعف تكامل المدخلات الحسية متعددة القنوات (MSI)
تشير الأبحاث إلى أن هذا الضعف يسبب:
إدراك غير نمطي.
صعوبة في دمج المحفزات البصرية والسمعية المتزامنة، مما يجعل الأوهام الحسية أقل وضوحًا.
(van der Smagt et al., 2007؛ 2016)
الدلائل العصبية لضعف المعالجة الحسية
أظهرت دراسات الـ EEG أن:
المصابين بالتوحد لديهم نشاط كهربائي غير طبيعي عند تقديم محفزات متزامنة.
انخفاض في الاستجابة العصبية مقارنةً بالأطفال المتطورين نموًّا (Marco et al., 2011).
High-Level MSI التكامل متعدد الحواس عالي المستوى
لا يقتصر القصور الحسي على الاستجابات البسيطة، بل يشمل:
صعوبة في فهم وإنتاج الكلام، خصوصًا في البيئات المزدحمة.
خلل في الخلايا العصبية المرآتية، التي تُعدّ مسؤولة عن تفسير المحفزات الاجتماعية المتعددة (Bebko et al., 2006).
الاتصال العصبي كمسبب رئيسي
تشير دراسات إلى أن سبب ضعف التكامل الحسي هو:
اضطرابات في الاتصال بين المناطق القشرية الدماغية.
مما يؤدي إلى بطء أو خلل في نقل المعلومات العصبية. (Oberman et al., 2007; Ramachandran, 2008).
مفهوم الانتباه في السياق الإدراكي
الانتباه هو عملية معرفية تختار المعلومات من بين عدة مصادر.
تتحكم فيه عوامل:
عليا (Top-down): كالتجارب والتوقعات.
سفلية (Bottom-up): كخصائص المحفزات.
يشير Lavie (2006, p.79) إلى أن التصفية الفعالة للمثيرات تعتمد على مستوى الحمل الإدراكي للمهمة.
الانتباه والمعالجة الحسية في اضطراب التوحد
يُظهر الأطفال المصابون بالتوحد استجابات مفرطة أو ضعيفة للمحفزات.
لديهم سلوكيات حسية غير نمطية.
تختلف أنماط الانتباه باختلاف المراحل العمرية، (Ben-Sasson et al., 2019, p.4978).
نظرية العقل وعلاقتها بالتفاعل الاجتماعي
تعريف نظرية العقل (Theory of Mind)
هي قدرة معرفية تساعد على:
فهم الحالات العقلية (رغبات، نوايا، اعتقادات).
تفسير وتوقع سلوكيات الآخرين.
يُعاني المصابون بالتوحد من ضعف واضح في هذه القدرة، مما يؤثر على تفاعلهم الاجتماعي والتواصلي.
(Kimhi, 2014؛ أماني يوسف، 2020).
نظرية العقل والعمى العقلي
يشير مصطلح "العمى العقلي" إلى:
عدم قدرة الطفل على "قراءة" عقل الآخرين.
ضعف في فهم النوايا أو الرغبات، (Attwood et al., 2008, p.112).
تصنيفات نظرية العقل
بحسب عبد العزيز الشخص وآخرين (2015، ص 458):
معرفة الذات: إدراك العواطف الشخصية وأسبابها.
التنظيم الذاتي: التحكم في المشاعر وتنشيط الإيجابية.
الانضباط الذاتي: وضع الأهداف ومتابعتها.
المهارات الاجتماعية: التعبير، القيادة، الحساسية الاجتماعية.
التعاطف: الإنصات النشط، فهم مشاعر الآخرين، التفاعل الوجداني.
المراجع
العقيل، م.، وآخرون. (2019). البرامج الإثرائية وأثرها في تنمية قدرات الأطفال الإدراكية. دار الفكر العربي.
اللقاني، س.، والجمل، م. (1999). الإثراء التربوي: أساليب ووسائل لتنشيط المهارات المعرفية. مكتبة العبيكان.
الحريري، س. (2012). البرامج الإثرائية ودورها في تعزيز التعلم النشط. مؤسسة شباب المستقبل.
Baranek, G. T. (2018). Sensory Processing in Autism: A Review. Journal of Autism and Developmental Disorders, 48(2), 405–417.
Cascio, C. J., et al. (2008). The Influence of Tactile and Visual Stimulation on Children with Autism. Research in Autism Spectrum Disorders, 2(4), 557–565.
Bertone, A., et al. (2005). Visual Processing in Autism: A Study of Visual Detail and Motion. Vision Research, 45(7), 890–900.
تعليقات
إرسال تعليق