تلخيص دراسة بعنوان: التدخل العلاجي باستخدام التدريب على الاستجابة المحورية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ( PRT)
التدخل العلاجي باستخدام التدريب على الاستجابة المحورية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ( PRT)
مقدمة:
يُعد اضطراب طيف التوحد (ASD) من الاضطرابات النمائية المعقدة التي تؤثر على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك. ومع ازدياد تشخيص هذا الاضطراب عالميًا، ظهرت الحاجة الملحة لتطوير برامج تدخل فعالة تدعم تطور الأطفال المصابين به. ومن بين هذه البرامج، يبرز "التدريب على الاستجابة المحورية (Pivotal Response Training – PRT)" كأحد الأساليب السلوكية المعتمدة تحت مظلة تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، والذي أثبت فعاليته التجريبية في تعزيز مهارات التواصل والسلوكيات التكيفية للأطفال ذوي اضطراب التوحد. يهدف هذا البحث إلى استعراض الأسس النظرية والعملية للتدريب على الاستجابة المحورية، مع إبراز فعاليته ومجالات تطبيقه.
(Coolican, Smith, & Bryson, 2010)
مفهوم التدريب على الاستجابة المحورية (PRT):
التدريب على الاستجابة المحورية هو تدخل سلوكي يستند إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي، حيث يركز على تحسين الجوانب المحورية في سلوك الطفل، مثل الدافعية، المبادأة الذاتية، والاستجابة للإشارات المتعددة.
كيفية توافق التدريب على الاستجابة المحورية مع تحليل السلوك التطبيقي (ABA)
تُبنى الطريقة على خطوات ABA، حيث يتم تحديد السوابق عبر اختيار المحفزات التي يفضلها الطفل لتوظيفها في مواقف تعليمية. أما السلوك، فيُعنى بتقديم استجابات مستهدفة أثناء الأنشطة المفضلة، في حين ترتبط النتائج بالتعزيز الطبيعي المرتبط مباشرة بالسلوك، مثل إعطاء الطفل سيارة عندما يسميها، بدلاً من معزز غير مرتبط مثل الحلوى.
يستهدف هذا التدخل تعزيز مهارات التواصل عبر السياقات، وقد أظهرت الأبحاث أنه يؤثر بشكل إيجابي على مجالات أخرى غير مستهدفة مثل معدل الذكاء، اللغة اللفظية، والمهارات التكيفية، بالإضافة إلى الحد من السلوكيات غير المرغوبة.
(Lovaas, 1987؛ Koegel et al., 2006؛ Baker, Ericzen & Burns, 2007).
دور الأسرة في التدخل باستخدام PRT
يُعد دعم الأسرة جزءًا جوهريًا من فعالية PRT على تقديم التعليمات في البيئة الطبيعية، والمشاركة في تحديد الأهداف التعليمية وتخطيط البرامج الفردية لأطفالهم.
خصائص التدريب على الاستجابة المحورية
الدافعية: تتمثل في زيادة الإستجابة للمثيرات الاجتماعية والبيئية وتتحقق من خلال تنويع المهام وتعزيز جميع المحاولات ومنح الطفل حرية الإختيار. Koegel et al., 2014؛ Schook et al., 2008.
اختيار الطفل: السماح للطفل بإختيار الأنشطة والأماكن مما يرفع من دافعيته. Koegel et al., 1999
تنويع المهام: الجمع بين المهام السهلة والصعبة لتحسين الأداء وتحفيز التعلم. Koegel et al., 1999
تعزيز المحاولات: تعزيز كل المحاولات بمافيها غير الصحيحة بإستخدام معززات طبيعية مرتبطة بالمهمه.
الاستجابة للإشارات المتعددة: تدريب الطفل على التمييز بين خصائص الأشياء مثل الألوان والأشكال لتحسين الإنتباه.
المبادأة الذاتية: تشجيع الطفل على طرح الأسئلة والتفاعل تلقائيا خلال اللعب. Koegel et al., 2014؛ Schook et al., 2008.
إدارة الذات: مساعدة الطفل على التمييز بين السلوك المناسب وغير المناسب وتعزيز الإستقلاليه. Koegel et al., 2014؛ Schook et al., 2008.
خطوات التدريب على الاستجابة المحورية:
يتضمن تطبيق التدريب على الاستجابة المحورية الخطوات التالية كما ورد في مركز التطوير المهني الوطني لاضطرابات طيف التوحد (NPDC-ASD, 2010):
١- جذب انتباه الطفل واستخدام الانتباه المشترك.
٢- تقديم خيارات للطفل وتعزيز المحاولات بشكل فوري وطبيعي.
٣- تعليم الإدارة الذاتية للسلوك.
٤- تعزيز التفاعل الاجتماعي باستخدام استراتيجيات مشاركة الأقران ومبادرة المتعلم مثل طرح الأسئلة (ماهذا؟ ماذا حدث؟).
٥- التدريس الطبيعي للغة والمهارات الاجتماعية.
فعالية التدريب على الاستجابة المحورية:
أشارت العديد من الدراسات إلى فعالية التدريب على الاستجابة المحورية في تحسين مهارات متعددة لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
أثبتت الأبحاث فاعلية هذا الأسلوب في زيادة مهارات اللغة، المبادأة الذاتية، واللعب الرمزي، بالإضافة إلى تقوية الانتباه والتفاعل الاجتماعي. Stahmer et al., 2010
وقد بيّنت دراسة أن أكثر من 70% من المعلمين في جنوب كاليفورنيا يستخدمون هذا النوع من التدريب، واتفقت العديد من الدراسات على فاعليته في تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد. (Koegel et al., 1987؛ 1999؛ 2006؛ Schreibman & Koegel, 2005)
خاتمة:
يُعد التدريب على الاستجابة المحورية واحدًا من أكثر أساليب التدخل فعالية في علاج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، ويرتكز نجاح هذا البرنامج على دمج التعلم في البيئات الطبيعية، وتعزيز الدافعية الذاتية، والمشاركة الفعالة للأهل.
المراجع
Baker, B. L., Koegel, R. L., & Koegel, L. K. (1998).
Brookman-Frazee, L. (2004).
Coolican, J., Smith, I. M., & Bryson, S. E. (2010).
Koegel, L. K., Koegel, R. L., Harrower, J. K., & Carter, C. M. (1999).
Koegel, R. L., Koegel, L. K., Shoshan, Y., & McNerney, E. (2001).
Koegel, R. L., Symon, J. B. G., & Koegel, L. K. (1996).
Lovaas, O. I. (1987).
National Professional Development Center on Autism Spectrum Disorders (NPDC-ASD, 2010).
Rahab Hassan (2015).
Stahmer, A. C., & Gist, K. (2001).
Suhrheinrich, J., Stahmer, A. C., & Schreibman, L. (2007).
سكوكيت، وآخرون (2008).
إسلام سالم محمد . ٢٠٢٤ .فعالية استخدام الإستجابة المحورية في تحسين التواصل الاجتماعي. مجلة كلية بالإسماعلية.
تعليقات
إرسال تعليق