تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين بالتوحد
تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين بالتوحد
تطوير
المهارات الاجتماعية أمر ضروري لجميع الأطفال، ولكنه قد يكون تحدياً خاصاً للأطفال
المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD). يواجه هؤلاء الأطفال صعوبات في التواصل، وفهم الإشارات
الاجتماعية، وتكوين الروابط مع أقرانهم. ومع ذلك، مع الدعم المناسب والاستراتيجيات
الفعالة، يمكن للأطفال المصابين بالتوحد بناء علاقات هادفه وتطوير المهارات
الاجتماعية التي تساعدهم على التفاعل مع العالم من حولهم.
يناقش هذا المقال طرقًا فعالة لتعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين بالتوحد لتشجيع الصداقات.
1. استخدام اللعب المنظم لتعليم التفاعلات الاجتماعية
اللعب
المنظم هو وسيلة فعالة لتعليم الأطفال المصابين بالتوحد كيفية التفاعل مع الآخرين.
يسمح هذا النوع من اللعب للأطفال بممارسة التواصل والتفاعل مع الآخرين في بيئة
منظمة وقابلة للتنبؤ. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد ألعاب لعب الأدوار الأطفال
على فهم تبادل الأدوار، والتواصل البصري، والانتباه المشترك. تشمل الأنشطة مثل
بناء المكعبات، والألعاب التي تتطلب تبادل الأدوار، وألعاب لعب الأدوار المتعلقة
بمواقف اجتماعية يومية (مثل التسوق أو لعب المنزل) يمكن ان يوفر تدريبًا قيمًا
للتفاعلات في الحياة الواقعية (المجلس الوطني للبحوث،2001).
يمكن للآباء والمعلمين أيضاً دمج الوسائل البصرية، مثل مثل الجداول الزمنية المصورة لإرشاد الأطفال خلال مراحل النشاط.
2. تعزيز التدخلات المدعومة بالأقران
التدخلات
المدعومة بالأقران تُعد وسيلة فعالة للغاية لدعم تطوير المهارات الاجتماعية لدى
الأطفال المصابين بالتوحد. تعتمد هذه الطريقة على تدريب الأقران الطبيعيين في
تطورهم للتفاعل مع الأطفال المصابين بالتوحد، مما يساعدهم على تعلم القواعد
الاجتماعية، مهارات بناء الصداقات، وطرق الاستجابة للإشارات الاجتماعية. تُظهر
الأبحاث أن التدخلات المدعومة بالأقران يمكن أن تزيد من التفاعل الاجتماعي للأطفال
المصابين بالتوحد وتوفر فرصًا لتكوين صداقات حقيقية (تشان وآخرون، 2009).
يُمكن تطبيق هذا النهج من خلال إقران الأطفال المصابين
بالتوحد مع أقران يتمتعون بصفات مثل التعاطف، الصبر، والاستعداد لمساعدتهم على
التعامل مع المواقف الاجتماعية. يمكن للبالغين توجيه هذه التفاعلات، حيث يتم تشجيع
الأقران على استخدام لغة بسيطة ومباشرة وتحفيز الأطفال المصابين بالتوحد على
الاستجابة أو بدء المحادثات.
من خلال مراقبة أقرانهم وتقليدهم، يُمكن للأطفال المصابين
بالتوحد أن يفهموا التوقعات الاجتماعية بشكل أفضل في بيئة طبيعية.
3. تعليم الأطفال التعرف على المشاعر وتنظيمها
فهم المشاعر هو جزء أساسي من المهارات الاجتماعية، ولكنه قد يكون تحديًا للأطفال المصابين بالتوحد. قد يجدون صعوبة في التعرف على مشاعرهم أو مشاعر الآخرين، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل مع أقرانهم. تعليم الأطفال كيفية تحديد المشاعر وتنظيمها يمكن أن يساعدهم على تطوير التعاطف وتحسين مهاراتهم الاجتماعية.
التدخلات القائمة على المشاعر:
استخدام
وسائل تعليمية مثل :
· بطاقات تعليمية مصورة تُظهر تعابير
الوجه المختلفة.
· قراءة كتب تتحدث عن المشاعر.
· تطبيقات مصممة خصيصًا لتعليم التعرف
على المشاعر.
تساعد هذي التدخلات الاطفال على التعرف على المشاعر وتسميتها.
وفقًا
لدراسة أجراها دينهام وآخرون (2012)، يمكن أن يؤدي تعليم التعرف على المشاعر إلى
تحسين التفاعلات الاجتماعية، حيث يساعد الأطفال على فهم مشاعر من حولهم، مما يؤدي
إلى تجارب اجتماعية أكثر إيجابية.
دور الآباء والمعلمين:
·
تعزيز هذه
الدروس من خلال ذكر المشاعر وتسميتها أثناء المواقف اليومية.
· خلق بيئة داعمة لنمو الطفل العاطفي.
4. إنشاء بيئة آمنة وشاملة
خلق بيئة داعمة وشاملة أمر بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال
المصابين بالتوحد على تطوير المهارات الاجتماعية. عندما يشعر الأطفال بالأمان
والتفهم، يصبحون أكثر استعدادًا للتفاعل الاجتماعي.
1)
توعية الأقران حول التوحد:
· تقديم معلومات للأقران بطريقة تناسب
مستوى فهمهم العمري، تُوضح أن لكل شخص طرقًا مختلفة للتواصل والتفاعل.
· هذا يُسهم في تقبل التنوع وتعزيز الفهم.
2)
إقامة روتين منظم:
· يساعد الروتين في خلق شعور بالتوقع، مما
يجعل التفاعلات الاجتماعية أقل إرهاقًا للأطفال المصابين بالتوحد.
3) استراتيجيات إضافية:
· توفير فترات استراحة هادئة للأطفال عند الحاجة.
أفكار ختامية
تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين بالتوحد يتطلب الصبر والتكرار والفهم. من خلال استخدام أساليب مثل اللعب المنظم، وتعزيز التفاعل بين الأقران، وتعليم التعرف على المشاعر، وإنشاء بيئة داعمة، يمكن للآباء والمعلمين مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على بناء صداقات ذات معنى والتعامل بثقة في المواقف الاجتماعية. هذه التدخلات المبكرة يمكن أن تترك أثرًا دائمًا، حيث تزود الأطفال بالأدوات الاجتماعية التي يحتاجونها للنجاح والازدهار مع تقدمهم في العمر.
المصدر:
تعليقات
إرسال تعليق